ناصر أبوطاحون يكتب : عن الجديد فى مسخرة القرن

يبدو اننا كنا فى حاجة الى مشهد جديد يضاف إلى سلسلة المشاهد المخزية التى يحاول البضع تسويقها تحت مزاعم انها صفقة للقرن يتم بمقتضاها حل مشاكل المنطقة و العالم و رغم أن هذا الشىء الهلامى غير واضح المعالم و الذى أُطلق عليه صفقة القرن لم يقدم شيئا ذا قيمة تستحق النظر إليه ، إلا أنه وجد للأسف من يبشر به و يهلل له و كأن الأمريكان سيحررون لنا الأرض و سيجبرون العدو على الإنكفاء على نفسه و التسليم بحقوق الأمة العربية فى مقدساتها و للشعب الفلسطينى فى أرضه و تغافل الجميع عن مفهوم الصفقة فى أى اتفاق الذى يحتم وجود اطراف الموضوع بما يسمح بعرض و قبول و إيجاب و اتفاق لكى يتم إطلاق التسمية "صفقة القرن" لكن أصحاب الحقوق غائبون و المغتصبون يسيطرون على الأرض و داعم المغتصبين هو الذى سيقدم تصوره للحل و يسميه صفقة ، فى تجاهل واضح لوقائع التاريخ و حقائق الجغرافيا فلم تكن قضية فلسطين فى يوم ما قضية شعب لاجىء يبحث عن مكان يحتويه، و إلا كان تم إنهاءها منذ عقود بتوطينهم كأفراد و مجموعات فى منااطق من العالم لازالت تحث الناس على الهجرة إليها و لكنها كانت قضية وطن و مقدسات لا يمكن التفريط فيها تحت اى ضغط أو امام أى إغراء وطن لشعب عاش على أرضه و التصق بها منذ ألاف السنين و مقدسات لأمة عربية بشقيها الإسلامى و المسيحى و لا يمكن التفريط فيها او التسليم للمغتصب بحقه فيها فلا حق لطرف فى فرض رؤيته لإنهاء النزاع بما يقضى على أصحاب الحقوق و يثبت الأمر للمغتصبين، و يزيح قضية فلسطين على دولة أخرى فى رغبة لتغيير حدودها و منح الفلسطينيين اراض فى سيناء، و لكن هذا الطرح اصطدم برفض مصرى تاريخى للدخول فى تلك الصفقة على أى نحو، و كذا رفض فلسطينى لأن قضيتهم فى تحرير اراضيهم و ليس الانتقال لأراض خارجية لكن الجديد ان يتحول الأمر لمسخرة حقيقية للقرن تليق بمن طرحها او روج لها الجديد أن الحديث يدور الأن  نقل موضوع صفقة القرن إلى صحراء الأنبار فى جنوب غرب العراق  و منطقة شرق الفرات فى سوريا، حيث تخطط أمريكا لطرح عملية توطين 3 ملايين فلسطينى فى تلك المنطقة و اقامة وطن قومى هناك و طبيعى |ن هكذا عرض محكوم عليه بالفشل و الموت قبل ان يطرح، فكما استعرضنا ليست قضية الشعب الفلسطينى اين سيعيشون و لكن قضيتهم هى قضية التحرير الكامل لأراضيهم و ليس اغتصاب اراض الأخرين بالقوة او بالإحتيال لكن نريد ان نلفت النظر لأمر فى غاية السخف و الابتذال، حيث يعيش عدة ملايين من العراقيين و السوريين كلاجئين فى بلاد العالم بينما الحديث يدور على منح أراضيهم للاجئين أخرين ليقيموا عليها من أجل حل مشكلة طرف ثالث هو كيان صهيونى غاصب احتل اراضيهم و دمر مقدساتهم لكن يبقى الدور القذر الذى لعبته الجماعات الارهابية المجرمة التى عاثت فسادا و تدميرا و تخريبا فى سوريا و العراق و ليبيا لتفتح الطريق امام مثل هذه المشروعات الإجرامية و الصفقات الخزعبلية التى تستهدف الأمة العربية شعبا و أوطان لقد تم إطلاق هذه الجماعات لتقاتل و تتقاتل تحت دعاوى زائفة لنصرة الدين بينما هى تضرب الدين فى مقتل و تحول أتباعه لمشردين لاجئين فى بلاد العالم، و بينما هى تخرب بلادنا كان مشغليهم فى بلاد الغرب الاستعمارى المجرم يرسمون خططا و يسعون لتمرير صفقات على جثة اوطان مزقها الإرهاب و دمرتها الخيانة أثق تماما أن هذه الخزعبلات لن تمر و لن تجد من يلتفت لها، فربما اعجزتنا القوة الأن عن نيل حقوق الأمة بالقوة و لكن تبقى الإرادة الصلبة التى ترفض التسليم و التفريط، حتى يأتى من يستولد الحق العربى من رحم المستحيل